info@zakat.org.lb 961-1-806300
May 24, 2006 - بواسطة مشرف

مشاريع الصندوق في عكار

لقاء اجرته جريدة صدى عكار مع الشيخ زهير كبي، المدير الإداري لصندوق الزكاة في لبنان بتاريخ 5 آيار 2006م.

منذ مدة طويلة ينشط صندوق الزكاة في لبنان التابع لدار الفتوى في عكار، حيث ينفذ سلسلة مشاريع إنسانية واجتماعية تشمل العائلات المحتاجة واليتامى والمساكين، ونرى القييمين على مشاريع الصندوق كخلية النحل حين يزورون منطقة عكار يعملون بجهد إنساني في سبيل تحقيق غايات وأهداف الصندوق بمصداقية خلاقة، فرأت "صدى عكار" أن تلقي الضوء على نشاط الصندوق وما قدمه لعكار من مشاريع وخدمات وما هي أهداف الصندوق. فمن الأهمية بمكان نشوء صندوق الزكاة في لبنان إحياءً لفريضة الزكاة وفق الأصول الشرعية.
هذا ومن المنتظر إنشاء فرع للصندوق في عكار بعد صدور القرار بذلك. وهذا الفرع الذي سينشأ في عكار سيكون الرابع بعد فروعه الثلاث المنشأة في صيدا، البقاع، والقلمون.
صدى عكار التقت المدير الإداري للفرع الرئيسي للصندوق الشيخ زهير كبي الذي يزور عكار مشرفا على المشاريع والبرامج وتوزيع أموال الزكاة.
استهل الشيخ كبي حديثه بشرح أهداف الصندوق، وهي نشر الوعي حول فريضة الزكاة وجباية الأموال التي تتم طوعا من المزكين خاصة في شهر رمضان بعد مراسلاتهم وتذكيرهم بالفريضة، كما يجري توزيع مال الزكاة يومياً في كافة المناطق اللبنانية.

كيف يتم توزيع الأموال؟
يقول الشيخ كبي انه بعد إقرار المساعدة للفقراء والمساكين توزع الشيكات المصروفة على أحد بنوك المناطق عبر مندوبين في جميع المناطق اللبنانية، وهذه المساعدات تكون بعد إجراء دراسة ميدانية للتأكد من الحاجة، يقوم بها فريق متخصص في العمل الاجتماعي على أن يقدم صاحب الحاجة إخراج قيد عائلي وتقرير طبي في حال وجود مرض والمستندات اللازمة في حال وجود فحوصات مخبرية او تصوير شعاعي.

عدد المستفيدين
ويشير الشيخ كبي إلى نوعين من المستفيدين:
أولاً: الصرف الشهري الدائم ويبلغ عددهم ألف وثلاثمائة وثلاثون أسرة تستفيد بمبلغ شهري مع مساعدات أخرى مثل حصة غذائية، لحوم الأضاحي، مساعدات مدرسية، كسوة العيد، إفطارات رمضانية وغيرها.
ثانياً: مساعدات لمرة واحدة بناء على دراسة تؤكد الحاجة الطارئة، كدخول مستشفى، تصوير شعاعي، أمر اجتماعي طارئ أو نكبة ما، وعادة يكون مبلغ المساعدة مرتفع أكثر من حالات الصرف الدائم.
وهناك أنواع أخرى من المساعدات منها مشروع البقرة الحلوب، حيث يقدم الصندوق للعائلة بقرة حلوب للاستفادة من إنتاج الحليب ومشتقاته. وأثبت هذا المشروع نجاحاً عالياً جداً حيث وزع في عكار لوحدها 189 بقرة مجاناً والمشروع مستمر وهو من المشاريع التي يفتخر بها الصندوق في عكار.
وردا على سؤال حول أهداف مشروع البقرة الحلوب أجاب الشيخ كبي: الفكرة الأساسية من هذا المشروع هو إعطاء بقرة للعائلة التي فيها يتيم، بهدف تأمين حاجاتهم المعيشية وتأمين مورد رزق دائم لها والاستغناء عن حاجة الناس أو السؤال.
وكي نؤمن استمرارية المشروع اعتمدنا أسلوباً هو أن تعيد العائلة لصندوق الزكاة "الولد الأول" من البقرة فقط على أن يكون كل الإنتاج الباقي من ولادات أخرى للعائلة، وتمنع العائلة من بيع أو التصرف بالبقرة لمدة خمس سنوات.

نعلم أن تربية البقرة مكلفة من يهتم بذلك؟
صندوق الزكاة يشرف صحياً على البقرة لمدة سنة كاملة، ويتعاقد مع امهر الأطباء البيطريين ليشرفوا على الأبقار ويتابعوا وضعها الصحي، بحيث يتحمل الصندوق تكاليف الطبابة والأدوية للبقرة مع تقديم 250 كيلو علف عند بداية المشروع، إلى أن يتحسن وضعها وهناك حالات ناجحة جداً حيث استغنت العائلة عن الطلب والحاجة وصار لديها أكثر من بقرة في بيتها لإنتاج الحليب ومشتقاته.
ويتابع الشيخ كبي شارحاً المشاريع الأخرى فقال : نوع آخر هو مشروع الكسوة الصيفية والشتوية حيث توزع الملابس على المحتاجين في الموسمين الصيفي والشتوي، ويستفيد من الصرف الدائم في عكار حوالي 120 أسرة عكارية. كذلك لدينا مشروع كفالة الأيتام الذي يضم حالياً ما يزيد عن 1400 يتيم وحصة عكار من الكفالات 350 يتيماً. وردا على سؤال حول كفالة اليتيم أوضح الشيخ كبي أن هذا المشروع محدد للأيتام الذين هم تحت 18 سنة، حيث يعطى كل يتيم ما يعادل 25 دولاراً وما فوق، ويصل في بعض الحالات إلى 50 دولار لليتيم الواحد، وربما يزيد عن ذلك حسب عطاء الكافل.
وكثير من الكفالات تأتي من خارج لبنان لا سيما من بيت الزكاة الكويتي والرحمة العالمية في الكويت، ولدينا برامج خاصة للايتام منها: الدورات الدينية الصيفية والرحلات الترفيهية وتكريم المتفوقين منهم وغير ذلك من مساعدات اجتماعية، دراسية، واستشفائية.
ويعتمد على صندوق الزكاة في بعض المشاريع مثل الإشراف على بناء مساجد والصرف الصحي، والأخوة في الكويت يعتمدون على الصندوق للإشراف على كثير من المشاريع في عكار وغيرها من المناطق مثلاً بناء مدرسة في بعزقون الضنية بتمويل من بيت الزكاة الكويتي وإشراف صندوق الزكاة في لبنان.
ويضيف الشيخ كبي: " نساعد في دورات قرآنية صيفاً، فنقدم مساعدات مالية للدورات ونساهم في بعض الجوائز التي تقدم في نهاية كل دورة.
وتماشياً مع أهداف الصندوق نفذنا محاضرات متعددة في عكار ومختلف المناطق اللبنانية لشرح أحكام الزكاة اخراجاً وتوزيعاً حيث قام أكثر من محاضر من أصحاب الخبرة بإعطاء المعلومات اللازمة حول كيفية احتساب الزكاة وكيفية دفعها إلى مستحقيها.

نشاط الصندوق في عكار
يقول الشيخ كبي أن للصندوق نشاط أسبوعي في عكار ولدى الصندوق أكثر من مندوب في هذه المنطقة لا بل أكثر من متطوع للعمل فيها بحيث نغطي جميع أنحاء عكار بمتطوعين من أقصى مناطق الجرد العكاري وصولاً إلى وادي خالد لتعم مشاريعنا على كل القرى والبلدات خاصة مشروع البقرة الحلوب.
ومؤخراً تم شراء بقرتين واحدة في الشيخ عياش والثانية في العوّادة منطقة وادي خالد وهذا ما يحصل أسبوعياً، وعلى سبيل المثال استلمنا من احد المزكين 40 تلفزيوناً وزعنا منها في عكار 20 تلفزيوناً وجرى توزيعهم للأكثر حاجة وليتنا نستطيع أن نوزع لكل ذي حاجة لكن السبب في ذلك هو مادي وليس إدارياً. فكلما زاد عدد المزكين كلما زادت قدرتنا في شمولية التوزيع.

ألا يوجد مزكين من عكار؟
للأسف حتى الآن لا يوجد مزكين من عكار فأغلب المزكين هم من بيروت وهناك مساع خارج لبنان لجباية الزكاة، لكنه يتم بشكل ضئيل. سابقاً كان أكثر لان عدد كبير من اللبنانيين كان خارج لبنان 95% من المزكين هم لبنانيون وأكثر من 95% منهم من بيروت. والمميز في كل سنة أن نسبة مبالغ الزكاة تزداد من 5 إلى 15 % سنوياً رغم الأوضاع الاقتصادية.

لماذا لا يوجد مزكين من عكار؟
ربما لانهم لا يعرفون كيفية تسديد الزكاة فيوزعون بأسلوبهم الشخصي، والحق الأولى أن تقدم الزكاة للمؤسسة لأنها تدرس حالات المجتمع ككل وتحفظ كرامة الفقير والمحتاج، أضف إلى ذلك أن السبب الأساسي قد يكون لعدم وجود صندوق زكاة في عكار، وإن شاء الله سيكون هناك مكتب دائم للصندوق في عكار مركزه دائرة الأوقاف في حلبا، ريثما يتم الإعلان عن صندوق الزكاة في عكار.