September 22, 2006 - بواسطة مشرف
مروان قباني كبير افتقدناه
قدَّر الله سبحانه أن يصطفيَه لجواره، وهو في ريعان شبابه، وعز عطائه، بعد صبر طويل على المرض، ومعاناة تعانقت مع الرضا والتسليم، والإيمان المطلق بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
أحب الله سبحانه بكل جوارحه، وبقلب صادق وإيمان عميق، والتزام بأحكامه وشرعه، فأحبه الله تعالى، وسخّره للخير وخدمة الناس، والسعي في حاجة الأرملة واليتيم والعاجز والمريض والمعوز. سخّره لخدمة المؤسسات الإسلامية التي أعطاها جلّ اهتمامه وعلمه وخبرته وقدرته المميزة في القيادة والسير بها نحو مدارج الارتقاء والازدهار والتقدم.. فكان مثالاً يحتذى به. ومنارة يهتدى بنورها.
إنه الشيخ الدكتور مروان قباني؛ الذي عاش عظيماً في حياته وعطاءاته وعلمه وإبداعه وأخلاقه وتواضعه.. كبيراً في طموحاته وآماله وتطلعاته وآفاقه، متفانياً في خدمة شرع ربه وسُنَّة نبيه؛ وإحياء فريضة الزكاة الذي أعطاها من عمره الشيء الكثير.
وقد شهد صندوق الزكاة على أيامه رحمه الله تطوراً مطرداً، ونجاحاً ملحوظاً، وتميزاً ظاهراً؛ حتى بات موضع ثقة أهل الخير في لبنان والخارج، ومحطّ أنظار العديد من المؤسسات الكبرى التي آزرت ودعمت وساهمت في تعزيز الدور الريادي للصندوق.
عايشناه في صندوق الزكاة رئيس لجنة، ومديراً عاماً، وأخاً وأباً وصديقاً ورفيقاً، فكان نعم الأب الناصح، والأستاذ الموجه، والمربي الفاضل، والقيادي المتمرس والأخ الكريم والراعي الصالح، والعالم العابد.
من عرف «مروان قباني» بكاه، من سمع به تمنى لو رآه، فقد كان رحمه الله: العلم والحكمة والرصانة والتواضع والخير يمشي على قدمين.
مروان قباني: إسم لامع في سماء العلم والعطاء والمؤسسات.
إسم ناصع النقاوة؛ أينما ذكرته شهدوا له، وأثنوا عليه.
عزاؤنا برحيله أنه ترك لنا إرثاً علمياً واسعاً، وخلّف وراءه أقوالاً وأفعالاً ومبادىء لا يمكن أن يمّحوها مرّ الغياب، وصعوبة الفراق.
عزاؤنا أنه أورثنا مؤسسة ناجحة؛ متميزة في عطاءاتها وبرامجها ومشاريعها وإدارتها.
رحَلَ د. مروان قباني، وما زلنا بحاجة إليه وإلى أخلاقه وعلمه وتواضعه وخبرته، ولكننا لسنا وحدنا من سيفتقده بل ستفتقده المنابر والخطب والجامعات والمحاضرات والكتب.. ستفتقده الأرملة والعاجز واليتيم والمسكين والمطلقة والأسر المتعففة.. ستفتقده فلسطين.. ستفتقده الأمة.. كل الأمة.
طيب الله ثراك أيها العالم الجليل، والأخ العزيز، والإداري المتميز، والمسؤول الحكيم.. يا من كنت ربان سفينة الخير في صندوق الزكاة، وقائد مسيرة التطور والحداثة فيه.
رحمك الله تعالى وأسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.. لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
المكتب الإعلامي