September 22, 2006 - بواسطة مشرف
الشيخ مروان قباني.. عاش عظيماً.. ومات كبيراً
الدولة اللبنانية، دار الفتوى، المقاصد، وائتلاف الخير العالمي يمنحونه أعلى الأوسمة.. لخدماته وعطاءاته على صعيد الوطن والأمة
النعي الرسمي
نعى سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ د. محمد رشيد راغب قباني، ودار الفتوى والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وصندوق الزكاة في لبنان والمديرية العامة للأوقاف الإسلامية وائتلاف الخير العالمي لدعم صمود الشعب الفلسطيني وجامعة بيروت الإسلامية ومؤسسات د. محمد خالد الاجتماعية وجمعية عائلة القباني وآل الفقيد الشيخ د. مروان قباني رحمه الله الذي وافاه الأجل في الصين إثر عملية جراحية فجر يوم الثلاثاء في 2 جمادى الثانية 1427هـ الموافق له 27 حزيران 2006م.
مراسم التشييع
وصل جثمان المغفور له بإذن الله الشيخ د. مروان قباني من الصين إلى مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي يوم السبت في 1/7/2006م، وكان في استقباله ممثل رئيس مجلس الوزراء وزير التربية الأستاذ الدكتور خالد قباني، ممثل رئيس مجلس النواب النائب عمار الحوري، ممثل سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الرئيس الشيخ عبد اللطيف دريان، ممثل رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب محمد قباني، رئيس جمعية المقاصد الأستاذ أمين الداعوق، مدير عام دار الفتوى الشيخ محمد النقري، وأعضاء وموظفو صندوق الزكاة وعائلة الفقيد وحشد من الشخصيات والعلماء.
بعد ذلك؛ نقل جثمان الفقيد إلى مستشفى المقاصد في موكب مهيب، ثم نقل إلى منزله، حيث كانت العائلة ومحبوه وأعضاء الصندوق وموظفوه، وحضر سماحة مفتي الجمهورية الشيخ د. محمد رشيد راغب قباني ليكون على مقربة من آله وذويه ومحبيه، بعدها انطلق موكب التشييع من مقر الصندوق الحالي، إلى مقر صندوق الزكاة الجديد الكائن في منطقة عائشة بكار ثم إلى قاعة الدكتور محيي الدين برغوت في مسجد الخاشقجي حيث جرى تكريم الراحل الكبير.
وقائع التشييع والتكريم
قبيل صلاة العصر من يوم السبت الواقع في 6 جمادى الآخرة 1427هـ الموافق فيه 1/7/2006م كانت قاعة الدكتور محيي الدين برغوت على موعد مع علم من أعلام الإسلام في لبنان والعالم العربي والإسلامي، حيث غصت القاعة الرئيسية، باحة مسجد الخاشقجي، وطرقاته بالمشاركين في تكريم وتشييع الشيخ د. مروان قباني فاقت أعدادهم كل التوقعات، فقد حضروا من كل حدب وصوب: من بيروت، البقاع، الشمال، الجنوب، جبل لبنان، وبمشاركة وفود من دول عربية وإسلامية.
أقيمت مراسم التشييع بحضور ممثل رئيس مجلس النواب النائب عمار حوري، ممثل رئيس مجلس الوزراء معالي الوزير خالد قباني، الرئيسين نجيب ميقاتي ورشيد الصلح، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ د. محمد رشيد راغب قباني، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، ممثل رئيس كتلة تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري النائب محمد قباني، وفد يمثل حزب الله، وفد يمثل الجماعة الإسلامية، ووزراء ونواب حاليين وسابقين وحشد من الشخصيات السياسية والدينية والحزبية والنقابية والمهنية والتربوية والاجتماعية والثقافية، وفد ائتلاف الخير العالمي، أعضاء المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، أعضاء لجنة صندوق الزكاة الحاليين والسابقين، موظفو صندوق الزكاة ومندوبو المناطق، أعضاء مجلس بلدية بيروت، آل الفقيد، حشد غفير من محبي وتلامذة الراحل الكبير.
بداية، كانت كلمة من القلب لعريف حفل التكريم الشيخ أمين الكردي مدير الشؤون الدينية في دار الفتوى بعدها منحت الدولة اللبنانية الفقيد الكبير وسام الأرز الوطني من رتبة كوموندور تقديراً لعطاءاته وخدماته، وضعه على النعش ممثل رئيس مجلس الوزراء معالي الوزير خالد قباني الذي ألقى كلمة جاء فيها: نودع اليوم أحد كبار بيروت، وكبار العلماء المسلمين في لبنان، لقد عرفته بيروت عاملاً جاداً، ومخلصاً راعياً لحقوق الشريعة وحقوق الناس. تولى إدارة الأوقاف الإسلامية فعمل فيها بحق الله فترك أطيب الذكرى في نفوس كل من تعامل معه، ثم عمل مديراً عاماً لصندوق الزكاة منذ مراحله الأولى فوسَّع أفق العمل فيه، وكان رحمه الله معروفاً بالرحابة والوداعة، وله إسهامات فكرية وثقافية في لبنان والعالمين العربي والإسلامي، وقد منحت الدولة المرحوم الدكتور مروان قباني وسام الأرز الوطني من رتبة كوموندور تقديراً لعطاءاته وخدماته، وكلفني دولة الرئيس فؤاد السنيورة بوضع الوسام على نعش الفقيد الغالي رحمه الله.
ثم كانت كلمة المفتي قباني قال فيها: لقد فقدنا اليوم وفَقَدَ الإسلام والمسلمون والعرب ولبنان بوفاة الشيخ مروان قباني، عالماً من علمائه الكبار، فقد كان رحمه الله تعالى كبيراً في علمه، كبيراً في عمله، كبيراً في خلقه وأخلاقه وصفائه، منذ صغره بين أهله وفي نشأته، وفي دراسته في أزهر لبنان وفي كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر في القاهرة، وفي دراسته العليا في ألمانيا، ومع زملائه في الدراسة، ومع إخوانه العلماء في الإدارات التي تقلَّب فيها في عمله في دار الفتوى وفي المديرية العامة للأوقاف الإسلامية وفي المديرية العامة لصندوق الزكاة، ومع الناس عامة، حيث عُرف بدماثة خلقه وأخلاقه، وحبه للخير وعطفه على الأيتام والأرامل والمساكين، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم:
﴿أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾
كل ذلك جعل الشيخ الدكتور مروان قباني رحمه الله تعالى يتبوَّأُ مكانةً رفيعةً في أُسرته، وبين إخوانه وفي مجتمعه ووطنه، وفي العالم العربي والإسلامي ومؤسسات الخير مكانةً عاليةً، لقد أعطى الشيخ الدكتور مروان قباني ذاتَهُ وكُلَّهُ لطاعة الله عزّ وجلّ ورسوله محمد ، وعمل الخير فكان مرضياً عند الله تعالى وفي حياته الدنيا، فنسألُ الله تعالى أن يُبْدِلهُ خيراً مما قدم في حياته الدنيا:
﴿جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾
وباسمي وباسم المسلمين والعلماء في لبنان أمنحهُ درع دار الفتوى تقديراً لعلمه وعمله في خدمة الإسلام والخير في لبنان والعالم.
بدوره فقد أكد رئيس جمعية المقاصد الأستاذ أمين الداعوق أن بانتقال فضيلة الشيخ الدكتور مروان قباني إلى رحمته تعالى، تفقد جمعية المقاصد أحد أعزّ أبنائها علماً وخُلقاً وعمَلاً صالحاً.
فكان رحمَهُ الله موجهاً للتعليم الديني في مدارس المقاصد، وأستاذاً لعلم مصطلح الحديث في جامعة المقاصد في بيروت ـ المعهد العالي للدراسات الإسلامية، وهو من أساتذة التدريس الأساسيين في برنامج المعهد مع معهد الدراسات الإسلامية المسيحية في جامعة القديس يوسف.
وكان فضيلَتَه مُحبّاً للعلم والعلماء؛ فعندما أحب أن يكون له كتابٌ يذكِّرنا بعلمه، ويكون صدقة جاريةً له في مجتمعه، حَرِصَ أن يكون هذا الكتاب تحقيقاً لكتاب في التربية والتعليم.
باسم مجلس أمناء جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، يُشرِّفني أن أمنح المغفور له فضيلة الشيخ الدكتور مروان عبد الرؤوف قباني وسام المقاصد الأرفع؛ عرفاناً من المقاصد بفضله على المحافظة على الرسالة التربوية والإسلامية في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت.
أما أمين عام ائتلاف الخير العالمي الدكتور عصام يوسف فتوجه بكلمة إلى آل وذوي الفقيد جاء فيها:
نقول لعائلة الفقيد وأهله وذويه إن فقدان الدكتور مروان سيترك فراغاً كبيراً، ولكن حسبنا أن يكون في ظل رحمة ربه العزيز الغفور، وإن كان في الليلة الظلماء يفتقد البدر، إلا أننا نسأل الله سبحانه أن يظله بأنوار الرحمة من مستقر رحمته، وتكريماً للدكتور مروان فقد قرر ائتلاف الخير العالمي أن يقدم وسام شرف وتكريم لفقيدنا الغالي باسم شهيد فلسطين، كما قرر الائتلاف إطلاق اسم الدكتور مروان على مجموعة مشاريع خيرية في فلسطين ولبنان تكريماً وتقديراً وشكراً على دوره في ائتلاف الخير، ومساعدة شعب فلسطين.
وفي ختام مراسم التكريم ألقى أحمد مروان قباني كلمة آل الفقيد؛ شكر فيها كل من واساهم في هذا المصاب الجلل الذي ألم بهم، معاهداً السير على طريق الوالد الراحل.
... ووري الثرى
بعد ذلك أمّ سماحة المفتي قباني المشيعين في الصلاة على الفقيد وقد غص المسجد بالمصلين، وفرشت الحصر خارجه. بعدها حمل النعش على الأكتاف إلى مدافن حرش بيروت الجديدة حيث وري الثرى فيها.. رحمه الله تعالى.