July 31, 2011 - بواسطة مشرف
محاضرة للدكتور البنا في صندوق الزكاة
بدعوة من صندوق الزكاة في لبنان وبالتعاون مع الهيئة الإسلامية للرعاية ــ صيدا، ألقى الدكتور هاني البنا محاضرة قيمة بعنوان: «أفكار في العمل الخيري والتطوعي» في قاعة الشيخ د. مروان قباني رحمه الله في مقر الصندوق، بحضور حشد من رؤساء الهيئات والمؤسسات والجمعيات العاملة في الحقل الخيري والإنساني.
قدّم للمحاضر المدير العام الشيخ زهير كبي الذي رحب به، شاكراً تلبيته للدعوة مقدراً جهوده على صعيد العمل الخيري، ثم تحدت د. البنا وبصراحة عن الإنطباع العام المتعلق بالعمل التطوعي في العالم الإسلامي متطرقاً إلى المواقف المعتادة تجاه قطاع العمل الإنساني في العالم الغربي والإسلامي ودعا إلى أن يتم تحويل ثقافة العمل الخيري الفريدة إلى منظومة مؤسساتية يشترك في تطويرها كل قطاعات المجتمع حيث تؤدي عملية التحويل هذه إلى نقلة نوعية في الأداء المهني لمثل هذه النشاطات الإنسانية والخيرية وتصبح بذلك إحدى دعائم المجتمع المدني الأساسية ولاعب أساسي في تطويره.
وقد أكد د. البنا أنه في الوقت الذي لا تشغل فيه ثقافة العمل الخيري التطوعي حيزاً لدى العرب فإن الدراسات تشير إلى أن 91% من سكان كندا تتجاوز أعمارهم 15 عاماً مشاركون فاعلون في العمل التطوعي، وأن 45% من سكان ألمانيا في نفس الشريحة العمرية منضمون إلى منظمات العمل التطوعي المختلفة، وأن عشرة ملايين ونصف المليون فرنسي يتطوعون في نهاية الأسبوع للمشاركة في تقديم خدمات اجتماعية مختلفة تخصّ الحياة اليومية، أما في الولايات المتحدة الأميركية فقد أظهرت الدراسات أن نسبة الذين يشاركون في العمل التطوعي تشكل 44% من جميع البالغين حيث يقدمون ساعات تطوعية تبلغ أكثر من 15 بليون ساعة سنوياً وهذا ما يقارب عمل تسعة ملايين شخص بدوام كامل.
واعتبر د. البنا أن السماح للعمل الخيري الإسلامي والعربي بالنمو يخفف من وطأة الفقر الصعب الذي يواجه الشعوب ويخفف من معاناة هذه المجتمعات لكي تنمو ولكي يكون للعمل الإسلامي الخيري دور رائد في المجتمع الدولي، إذ أن المجتمع الدولي الإنساني لا يستطيع أن يعيش حالياً في غياب منظومة العمل الخيري العربي والإسلامي فلذلك نحن لا بد من جانبنا كمسلمين وعرب أن نرتقي بأداء وكفاءة العاملين والمؤسسات العاملة الخيرية العربية والإسلامية لكي توازي في عملها المؤسسات الدولية في الخارج، وتمنى أنه في خلال العشر سنوات القادمة، ستخرج قيادات مجتمعية خيرية إنسانية من منظومة العمل الخيري العربي والإسلامي تستطيع أن تتعامل مع المؤسسة الدولية بثقافة محلية ومفهوم دولي.
بطاقة تعريف
وُلد د. هاني البنا في القاهرة عام 1950، تخرج من كلية الطب في جامعة الأزهر عام 1976 ثم انتقل إلى بريطانيا لاستكمال دراساته العليا، عمل طبيباً في خدمة الصحة القومية بين عامي 1978 و1994، حصل على جائزة هاملتون بيلي في علم الأمراض عام 1981 ثم حصل على الدكتوراه في علم أمراض الأجنّة من كلية الطب بجامعة برمينغهام عام 1991. ناشط بارز في مجالات ثقافية ونقابية عديدة، منح في شهر يوليو/تموز من العام 2004 وسام الإمبراطورية البريطانية من الطراز الأول من ملكة بريطانيا لعمله في الإغاثة الإسلامية، كما منحته جامعة برمينغهام الدكتوراه الفخرية لدوره الإنساني العالمي في العمل الخيري، رأس الإغاثة الإسلامية في العالم منذ عام 1995 وحتى العام الماضي حيث أسّس المنتدى الإنساني العالمي ليكون مظلة للعمل الخيري التي ستضم منظمات إسلامية ودولية كما انتخب رئيساً للمنتدى.