September 22, 2006 - بواسطة مشرف
للزكاة رب يحميها
العدوان على لبنان، تقويض وتدمير البنى التحتية، ضرب الاقتصاد اللبناني، الحصار الجوي والبحري، ازدياد الفقر والحاجة، ارتفاع نسبة البطالة، كلها من الأمور التي من شأنها زعزعة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي في لبنان. مما ينعكس سلباً على مختلف الطبقات والشرائح دون استثناء.. كما سترخي بظلالها الثقيلة على مؤسسات العمل الإنساني والخيري...
البعض يعتقد أن هذا العام سيكون مختلفاً عن العام المنصرم.. وإن رمضان هذه السنة غير رمضان في السنة الماضية، إذ أن الأوضاع تغيرت والظروف اختلفت، وأصاب الكثير من أهل اليسر شرارات العدوان الآثم وما خلفه من مصائب وويلات... وأن هذا الوضع يدعوهم إلى «شدّ الحزام» وإلى تقليص نفقاتهم وحتى زكواتهم وبالتالي فإن مؤسسات الخير ستتأثر سلباً في هذه الظروف... وكأن هؤلاء نسوا أن للزكاة رب يحميها.. وأنها سبب لتحصين المال وحمايته كما أخبرنا بذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حينما قال: «حصنوا أموالكم بالزكاة» وأن الزكاة سبب في استدرار رزق الله ورحمته، وسبب في دفع البلاء والنقم والأمراض وأن رب العزة جلَّ وعلا يبارك في مال المزكي وينميه له مصداقاً لقوله:
﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾ وأن الله سبحانه وعد من يخرج زكاة ماله بالرحمة الواسعة حيث جاء في الآية 156 من سورة الأعراف قوله تعالى:
﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ﴾
أضف إلى ذلك كله أن الزكاة مفتاح الفلاح في الدنيا والآخرة قال سبحانه:﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى﴾ والله عزّ وجلّ الذي فرض الزكاة ووعد مؤديها بالخير العميم والثواب العظيم ضمن له حفظ المال ونماءه وازدهاره مهما كانت الظروف ومهما تغيرت الأوضاع.
... وصندوق الزكاة في لبنان الذي أُطلق عليه «قِبلة الزكاة» لأنه المرجع الصالح والوعاء الشرعي لاستقبال أموال الزكاة والتبرعات يدعو أهل الخير والبر والمعروف إلى المزيد من البذل والعطاء وإلى المزيد من تحصين أموالهم بما يضمن لهم نموها وتطهيرها. وأن يعلموا أنها مغنم وليست مغرما.
وها هو شهر رمضان المبارك قد أطل وأهلّ.. وهو شهر الصبر والبركة والخير.. شهر يُزاد فيه في رزق المؤمن، فلنغتنم نفحاته الربانية ولننعم بنسماته النورانية فأداء فريضة في رمضان كأداء سبعين فريضة فيما سواه.
المكتب الإعلامي