September 09, 2007 - بواسطة مشرف
عام على الرحيل
ماذا يسعني أن أقول في ذكرى رحيلك الأولى عن عالم أعطيته كل ما عندك وضحيت لأجله أجمل سني عمرك.. عانيت فيه مرارة المرض والألم.. وعشت معه الهموم والشجون والمآسي.
ماذا يسعني أن أقول وأنت الذي علمتني أن الصمت في أكثر الأحيان أبلغ من وقع الكلمات وحبر الأقلام وصوت الحناجر.. أخط بحبر قلمي الذي يأبى الكتابة إجلالاً لمقامك وسمو منزلتك والذي يرتعش عند كل حرف ونقطة وفاصلة، بعض الكليمات التي تختلج أضلاعي وتتأبط روحي وعواطفي وتشق عباب أنفاسي، لأقول لك أيها العالم العابد.. الفقيه المتنور.. القائد المثالي لمسيرة الخير في لبنان عموماً وفي صندوق الزكاة خصوصاً.. الخطيب المفوه.. والأكاديمي المميز.. والراعي الصالح. ما زلت الحاضر الأكبر بيننا.. ولا زالت مواقفك.. وخطبك.. ومحاضراتك.. وكتبك تضيء لنا الطريق.. وتعبّد لنا درب العلم والمعرفة والانفتاح والارتقاء بالتفكير والتعبير.. مُرّ الغياب لم ينسنا السنوات الحلوة التي عايشناك فيه على مقاعد الدراسة في الجامعة.. وعلى مقاعد العمل في صندوق الزكاة حينما كنت الناصح الأمين والإداري الناجح والمسؤول الحكيم ذي النظر الثاقب والفكر اللامع.
أخي د. مروان.. نفتقدك.. وتفتقدك منابر المساجد والجامعات.. والندوات والمؤتمرات.. تفتقدك الأرملة واليتيم والعاجز والمريض والمعوق والأسر المتعففة.. يفتقدك أهلك وتلامذتك ومحبوك ـ وما أكثرهم ـ يفتقدك الوطن كل الوطن بكافة أطيافه ومشاربه.
في ذكرى غيابك ورحيلك الذي أدمى قلوبنا وأدمع أعيننا رغم مرور عام على الفراق نستذكرك في كل حركاتنا وسكناتنا.. يا من عشت كبيراً وودعتنا عظيماً.. يا من أحبَّ الله بقلب صادق وإيمان عميق.. فأحبك الله وسخرك لخدمة دينه وشرعه وخدمة المجتمع وأبنائه.
نتذكرك في الأوقات الجسام، حيث كان لرأيك السديد ما يخفف من آلام المحتاجين، ولقرارك الحكيم ما يشجعنا على القيام بواجب الإغاثة ومد يد العون والسعي والمبادرة بما يحقق التكافل والتراحم والتعاضد في الجسد الواحد.
من عرفك بكاك.. ومن سمع بك تمنى لو رآك.. رحلت وما زلنا بحاجة إليك وإلى تواضعك وحكمتك وبعد نظرك.. رحلت وقد تركت في القلب جرحاً لن يشفى وفي العين دمعة لن تجف.. حتى نلقاك في مقعد صدق عند مليك مقتدر..
صندوق الزكاة في لبنان.. الجامعات، المؤتمرات، العلم، التواضع، الناس، عائلتك وأهلك وتلامذتك ومحبوك اشتاقوا إليك يا دكتور مروان ولكن عزيمتنا قوية بإذن الله لمتابعة مسيرتك والسير على نهجك..
رحمك الله..
الشيخ زهير كبي
المدير العام لصندوق الزكاة في لبنان