info@zakat.org.lb 961-1-806300
September 22, 2006 - بواسطة مشرف

دورة بناء قدرات القيادات في مؤسسات الزكاة في العالم العربي

المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب ـ جدة بالتعاون مع المعهد العالي لعلوم الزكاة في السودان ينظمان دورة تدريبية لبناء قدرات قيادات مؤسسات الزكاة
الشيخ كبي يشارك في الدورة.. ويلقي محاضرتين متخصصتين

أقام المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب في جدة ـ عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية بالتعاون مع المعهد العالي لعلوم الزكاة في السودان دورة تدريبية إقليمية لبناء قدرات قيادات مؤسسات الزكاة بالعالم العربي والتي عقدت من 1إلى 6/7/2006م.
وخصصت للعاملين في مؤسسات الزكاة في الدول العربية على مستوى رؤساء الأقسام ومديري العموم.
وتهدف الدورة إلى إتاحة الفرصة للمسؤولين لتبادل الخبرات والاطلاع على أحدث التطورات المتصلة بتحسين أداء مؤسسات الزكاة في جانب تحصيل الزكاة وتوزيعها على المستحقين ومناقشة القضايا المستجدة في أعمال هذه المؤسسات وتطوير مهارات العاملين في مجال الزكاة.
وقد شارك في الدورة العديد من مسؤولي ومديري مؤسسات الزكاة في العالم العربي والإسلامي كما شارك الشيخ زهير كبي المدير الإداري في صندوق الزكاة وقدّم محاضرتين حول: أساليب وآليات الإشراف في مؤسسات الزكاة. فعاليتها وفرص تطويرها، والعناصر الرئيسية في الخطاب الإعلامي لمؤسسات الزكاة.
مواضيع الدورة
تركزت مواضيع الدورة حول ستة محاور:
المحور الأول: فقه الزكاة وتاريخها ودورها في تخفيف الفقر.
المحورالثاني: مناهج وأساليب إدارة مؤسسات الزكاة.
المحور الثالث: التخطيط الاستراتيجي والإشراف والرقابة في مؤسسات الزكاة.
المحور الرابع: الإعلام عن الزكاة والتعريف بها والترويج لها.
المحور الخامس: التجارب العملية للزكاة (تجربة السودان).
المحور السادس: التجارب العملية للزكاة (تجربة بعض البلدان العربية).
وقد حاضر فيها نخبة من العلماء المتخصصين منهم: د. وهبي الزحيلي د. صديق الضرير، د. أحمد مجذوب، د. عبد المنعم محمد علي.
هذا وقد ركز الشيخ زهير كبي في محاضرته الأولى حول أساليب وآليات الإشراف في مؤسسات الزكاة فعاليتها وفرص تطويرها على محورين إثنين: الأول: كفاءة الموظفين الإداريين، والثاني: كفاءة المدير مع ذكر مفصل عن فرص تطوير الإشراف في مؤسسات الزكاة.
أما المحاضرة الثانية فقد خصصت للحديث عن العناصر الرئيسية في الخطاب الإعلامي لمؤسسات الزكاة ومما جاء فيها:
لا يخفى على أحد منا بأننا نعيش في وقتنا الراهن مرحلة «عولمة أو عالمية الإعلام» حيث ألغى الإعلام الحدود وأزال السدود واختصر الأزمان والأوقات والمسافات واخترق جغرافيا الكون كله، حتى أضحى الواحد منا وهو على سريره في منزله يرى ويسمع العالم كله.
ولا يقتصر الإعلام اليوم على قراءة صحيفة أو مجلة.. أو مشاهدة محطة تلفزيونية أو الاستماع إلى موجة إذاعية.. بل قل إن التطوير التكنولوجي والمعلوماتي أخذ الإنسان إلى أبعد من ذلك، فبكبسة زر على الحاسب الآلي تدخل إلى عالم آخر، وتصل إليه المعلومة التي يريدها بأقصر وقت ممكن..
لقد بات الإعلام عالماً له كيانه.. وعلماً له مقوماته ومعاهده وشروطه وتقنياته ومتخصصوه، وفناً له مستلزماته وأدواته، وصناعة فكرية لها مؤسساتها وخططها ونفقاتها، ولعلنا كلنا يعلم بأن ما يخصص للإعلام في كثير من الدول من الميزانيات يفوق الدعم الغذائي. وللمسلمين نصيب وافر من الحركة الإعلامية فلهم مؤسساتهم وشركاتهم وعالمهم الذي يعتبر من العوالم الإعلامية الهامة.. ولكن هل نسخر الإعلام لخدمة الإسلام؟ وهل نأخذ دورنا في بلورة الفكر وصناعة الحدث وصياغة الحاضر والمستقبل؟ هل للإعلام التأثير والسحر والتحكم الذي يتمتع به الإعلام المغاير؟ وهل نستغلّ إعلامنا لإظهار صورتنا الحضارية الإنسانية، الاجتماعية التكافلية التراحمية؟ وما هو دور الإعلام العربي والإسلامي في تسليط الأضواء على حقيقة المسلمين ورقيهم ورقي مبادئهم ومعتقداتهم؟
وأضاف: إن الوسائل الإعلامية هي لسان هذا العصر. وعلينا أن نستفيد منه نحن كمؤسسات للزكاة وكرجال لهذه المؤسسات ولا بد أن يحاكي خطابنا هذا العصر ويواكبه ويظهر حقيقة هذه المؤسسات التي هي بحق داعمة للإنسانية.. داعمة للطبقات والشرائح المحتاجة.. داعمة للتكافل والتنمية في المجتمع.
تنطلق مقومات خطابنا الإسلامي في مؤسساتنا الزكوية من:
1 ـ المنطلق الديني: لا شك أن الزكاة فريضة ربانية من فرائض الله عزّ وجلّ، وركن أساسي من أركان ديننا الحنيف واجبة التطبيق على كل مسلم مالك للنصاب بشروط مخصوصة وضمن مصارف محددة وأموال معروفة وأن حق الأغنياء على الأداء إنما هو حق على الالتزام بما أمر الله عزّ وجلّ، وما يترتب على ذلك من أجر ومثوبة.
2 ـ المنطلق الاجتماعي: إذ أن الزكاة إنما شرعت لإقالة عثرة ومسح دمعة وتحقيق التوازن في المجتمع، وتحقيق مبدأ التكافل والتراحم، وأن للفقير أخ غني يهتم لأمره ويقف إلى جانبه. وأن المجتمعات القوية هي المجتمعات التي تتكاتف وتتكافل لتقوم بخدمة أبنائها المحتاجين وتكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت سائر الأعضاء بالسهر.
3 ـ المنطلق الإنساني: من للإنسان سوى أخيه الإنسان ومن للمحتاج والفقير والأرملة والعاجز والمريض والمعوق سوى القلوب الرحيمة التي تطبق شرع الله وتقف عند حدوده.. ولا شيء كالزكاة تثلج نفوس الفئات والشرائح المستضعفة مادياً واقتصادياً.
وترتكز هذه المنطلقات على عناصر عملية من شأنها تعزيز الوعي بفريضة الزكاة، وترسيخها فكراً وممارسة على أرض الواقع، ولعل الإعلام أولى مرتكزات المؤسسات الزكوية التي تنطلق منها لتصل إلى أكبر كمّ ممكن من الناس، لا سيما أهل اليُسر منهم وتؤكد على الشفافية التي يجب أن تتمتع بها المؤسسة الخيرية، فكلما تأكد الناس من أن أموالهم الخيرية تنفق على مصارف تشاهد أمامهم كلما اطمأنوا إلى هذه المؤسسة.