جريدة السفير: صندوق الزكاة أول مؤسسة رسمية تطبق الفريضة *...

يعتبر صندوق الزكاة أول مؤسسة رسمية في لبنان دعت الى تطبيق فريضة الزكاة ضمن أصولها الشرعية وجعلها حقيقة على أرض الواقع. ومنذ العام 1984 يثبت الصندوق أنه قبلة الزكاة في لبنان، وأنه على قدر المسؤولية التي كان له شرف حملها طوال 21 سنة، وأنه موضع ثقة أهل الخير والبر في لبنان والخارج.

ويصف المدير العام للصندوق الشيخ د. مروان قباني نشاط الصندوق في شهر رمضان بأنه يعتمد على حث المسلم على تزكية أمواله، فتأتي الحملة في الشهر الكريم لتذكره بهذه الفريضة. وقد أنشئ الصندوق من أجل تحقيق عدد من الاهداف والغايات التي من شأنها أن تعزز مسيرة الخير في لبنان وهي: الدعوة لأداء فريضة الزكاة والتي هي ركن أساسي من أركان الاسلام الخمسة، جمع المساعدات، الهبات، التبرعات وأموال الصدقات <<النقدية والعينية>> من المسلمين في لبنان والخارج. القيام بأعمال الخير والبر التي دعا اليها الدين الحنيف. توزيع أموال الزكاة على المصارف الشرعية المحددة في كتاب الله. توزيع المساعدات والصدقات على المعوزين. توعية المسلمين بأمور دينهم وحثهم على التمسك به.

ويشير الى أنه بلغ مجموع الانفاق العام أكثر من أربعة مليارات ليرة، من 15 تشرين الاول 2004 حتى الثالث من تشرين الاول 2005، (ما عدا المصاريف الادارية التي لم تتجاوز ثمانية في المئة، علما أن الاحكام الفقهية تجيز صرف ما نسبته 12,5 في المئة) واستفاد منها خلال عام 69466، كما استفاد من تقديمات مركز صندوق الزكاة الطبي 16844 مريضا.
ولفت قباني الى ان التطور الذي يشهده الصندوق تنظيميا واداء وتقديمات وبرامج ومشاريع لا بد أن يرافقه تطور آخر من شأنه تفعيل دور مؤسسة الزكاة وتعزيز العمل الخيري بأسلوب مؤسسي. فكان لا بد من مقر جديد لصندوق الزكاة بعد أن أصبح مقره الحالي المستأجر في بناية سكنية لا يفي بمتطلبات العمل الخيري وبعدما توسعت نشاطاته وأعماله، مع الازدياد الكبير لعدد المستفيدين منه من أرامل وأيتام وعجزة ومرضى ومعوقين وفقراء ومحتاجين.

وضع الحجر الاساس للمبنى، في الخامس من تشرين الثاني 2004 برعاية مفتي الجمهورية الشيخ د. محمد رشيد قباني والرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتبلغ كلفته الاجمالية نحو أربعة ملايين دولار.

يتضمن المبنى الجديد الواقع في منطقة دار الفتوى، شارع ابن رشد، مكاتب إدارية وقاعات اجتماعات ومحاضرات وصالات للمشاريع والخدمات ومصلى، إضافة الى مستودعات وبرادات تخزين ومرأب للسيارات بمساحة إجمالية قدرها 4454 م2. ويتمتع المبنى بهندسة شرقية جميلة ولمسات فنية تجمع بين أصالة الماضي وتطور الحاضر، وتتوشح واجهة المبنى <<شعار الصندوق>> الذي هو كناية عن آية قرانية <<والذين هم للزكاة فاعلون>>.

وعن منهجية الصندوق في صرف الاموال قال: اعتمد الصندوق منهجا في عملية صرف الزكاة من دورة إدارية مبرمجة ومنظمة هي: الزكاة العينية، المساعدات الدورية الدائمة (يستفيد من البرنامج الارامل والمطلقات، العجزة وكبار السن، المرضى بأمراض مزمنة وذوو إعاقة)، السلة الغذائية، المركز الطبي، المساعدات الطبية الاستشفائية، القرض الحسن الانتاجي (مخصص للصناعيين والحرفيين لتطوير أعمالهم)، كسوة الشتاء والصيف، عيدية الفقراء (دعما للطبقات المعدمة المحتاجة)، لحوم الاضاحي، البقرة الحلوب (برنامج يستهدف العائلة الفقيرة من خلال اعطائها بقرة حلوبا تستفيد منها عبر بيع الحليب وتصنيع مشتقاته)، أفطار صائم (يستفيد سنويا منه ستة آلاف صائم)، دعم الكتاب المدرسي ( يهدف الى تأمين الكتاب المدرسي بأقل من سعره بنسبة تصل الى 75 في المئة، والقرطاسية شبه مجانية)، كفالة الايتام.

المقابلة التي أجراها الأستاذ عماد الزغبي من جريدة السفير مع رئيس لجنة صندوق الزكاة الشيخ د. مروان قباني يتاريخ 14 رمضان 1426 هـ - 17 تشرين الأول 2005 م.