ثقتكم بمكانها.. زكاتكم لمستحقيها

أن تنال ثقة الآخرين ومحبتهم وتقديرهم فتلك نعمة كبرى خصّك الله عز وجل بها.. وأن تكون على قدر تلك الثقة وأهلاً لها فذاك يدل على أنك تسير في الطريق الصحيح والسبيل القويم..
الذين منحوك الثقة هم الذين سلّطوا الضوء على صوابية عملك وحسن تدبيرك، فزادت ثقتهم من عطائك وأعمالك، وأعطتك حافزاً جديداً لإثبات الذات والتميز في العمل.
من هذا المنطلق فإن الثقة التي منحها أهل الخير والعطاء في لبنان والخارج لصندوق الزكاة كانت بمكانها وفي موقعها الصحيح فهو الوعاء الصالح لإستقبال أموال الزكاة والصدقات المكلف شرعاً من قبل مرجعية المسلمين في لبنان ــ دار الفتوى، بالإضافة إلى أنهم لمسوا وشاهدوا ما للصندوق من برامج وخدمات وتقديمات ومشاريع تستهدف الشرائح الإجتماعية الأشد فقراً وحاجةً في المجتمع اللبناني قاطبة.
هذه الثقة لم تعطَ للصندوق إلا لأنه أثبت ــ بفضل الله ــ بأنه أهلٌ لها، وعلى مستوى حمل لواء الأمانة، ولأنه أثبت كذلك بأن ما يعطى له باليد اليمنى ينفقه على مستحقيه باليد اليسرى بكل مسؤولية وعزيمة ودقة مع مراعاة الضوابط الشرعية، وصرف الزكاة والصدقات والهبات في مصارفها المحددة حصراً.
وكم عايشنا في شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركة ثقة أهل الخير التي نعتز بها ونفخر حيث أودعوه واستودعوه زكاة أموالهم وصدقاتهم النقدية والعينية في خطوة تؤكد تجديد الثقة بالصندوق وعطاءاته.
أيدينا كانت على قلوبنا خوفاً من إنخفاض المداخيل الزكوية في ظل الأزمة الإقتصادية والمعيشية الراهنة التي ألقت بظلالها على جميع الطبقات والشرائح، إلا أن أهل الخير أثبتوا مرةً جديدة التزامهم بفريضة الله عز وجل ــ الزكاة ــ وجدّدوا تأكيدهم بأن الظروف والأوضاع مهما كانت سيبقون السبّاقين لأداء ما فرض الله عليهم وسيبقون أهم رافد للمجتمع وأبنائه ومؤسساته.
صندوق الزكاة في لبنان يعاهد الله عز وجل ثم يعاهد الذين أعطوه ثقتهم ومحبتهم بأنه سيبقى دائماً الحريص على مال الزكاة والصدقات كحرصه على تقديم الخير للناس والمجتمع.
هنيئاً لمن أخرج زكاته والتزم شرع ربه وفاز بالأجر والمثوبة... وهنيئاً لصندوق الزكاة بمن منحوه ثقتهم مجدداً وخصوصه بعطاءاتهم ومكرماتهم..
شكراً لكم يا أهل الخير والإيمان والإحسان.. جزاكم الله خيراً وأخلف عليكم أضعافاً مضاعفةً.. وسنبقى نردد دائماً:

ثقتكم بمكانها.. زكاتكم لمستحقيها
وكل رمضان وزكاة وعطاء.. وأنتم بألف ألف خير....