info@zakat.org.lb 961-1-806300
September 09, 2007 - بواسطة مشرف

الراحل الكبير

1950م ـ عام الولادة ـ 2006م عام الرحيل وما بينهما كانت حياة مليئة بالعطاء والعلم والمعرفة.. مفعمة بالمحبة والاحترام وتقدير الآخرين. ممزوجة بدموع اليتامى وآهات الأرامل وأنات الفقراء والمساكين، عابقة بتطبيق أحكام الدين وسُنّة الرسول الأمين وإحياء فريضة الزكاة التي أعطاها جلّ وقته وعلمه وتفكيره وجهده.
56 سنة قضاها المغفور له بإذن الله الشيخ د. مروان قباني بالعلم النافع والعمل الصالح، تبوأ فيها أهم المراكز وأعلاها، فكان موجهاً تربوياً في مدارس المقاصد حيث رعى واهتم بالنشء الذين هم شباب الغد وأمل المستقبل، ثم عين مديراً عاماً للأوقاف الإسلامية التي شهدت في أيامه تطوراً مطرداً ونقلة نوعية وتنامياً ملحوظاً، وترأس رحمه الله لجنة صندوق الزكاة في لبنان منذ إنشائه وحتى لحظة وفاته وكان مديراً عاماً له منذ العام 1997م. تعايش مع الصندوق منذ بداياته الأولى وانطلاقته ليصل إلى مراقي أهم المؤسسات وأنجحها بلا منازع، برامج ومشاريع وتقديمات وخدمات، وقد اغتنم د. قباني رحمه الله فرصة تسلمه لصندوق الزكاة ليخدم فريضة الزكاة: فكراً وبحثاً واجتهاداً وإحياءً لدورها وبث الوعي بها وبأهميتها بعد أن كانت هذه الفريضة مغيبة مؤسساتياً وتنظيمياً وتطبيقياً.
وكان رحمه الله عضواً بارزاً في الكثير من الهيئات ومستشاراً للعديد من المعاهد والجامعات، حتى بات اسمه يلمع في سماء لبنان والعالم العربي والإسلامي.
مروان قباني: لم يعش طويلاً ـ وهذا قدر الله سبحانه ـ ولكن ما تركه لنا من علم وأثر وخبر سيخلد اسمه وينقشه في ذاكرة الناس والمؤسسات والتاريخ وستتناقله الألسن جيلاً بعد جيل.
مروان قباني: لن يكون خبراً بعد أثر.. بل سيكون أثراً أثراً أثراً.. لأن فكره وعلمه وخُلُقه سيبقى حياً فينا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
مروان قباني: الذي بكاه أهله وتلامذته ومحبوه.. والذي بكاه العلم والمعرفة ومقاعد الجامعات ومنابر المساجد.. لن ننساه وسنترحم عليه كل يوم لأننا نفتقده.
مروان قباني: رحل وقد عزّ علينا رحيله.. وما عسانا نقول وهذه سُنّة الله في خلقه:

{إنك ميت وإنهم ميتون} و{قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون} {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة}.

في ذكرى رحيلك الأولى أيها العالم العابد.. المفكر المبدع، الإداري الناجح. أيها الأخ والرفيق والصديق.. نستحضرك. ونستلهم خطاك.. نسير على دربك.. نستنير بعلمك وكتبك.. ونعاهد الله سبحانه بأن ما قضيت عمرك لأجله سيبقى أمانة غالية في أعناقنا جميعاً..

{الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}.

الحاج عدنان الدبس
رئيس لجنة صندوق الزكاة في لبنان