info@zakat.org.lb 961-1-806300
May 31, 2010 - بواسطة مشرف

الرئيس السنيورة زار المقر الجديد وجال في أرجائه مبدياً تقديره وإعجابه

الرئيس السنيورة: صندوق الزكاة من المؤسسات التي نعتز بوجودها

المفتي قباني:المبنى المتميز فخر للزكاة والاسلام والمسلمين


زار الرئيس فؤاد السنيورة المقر الجديد لصندوق الزكاة في لبنان في جوار دار الفتوى - عائشة بكار، في حضور مفتي الجمهورية الشيخ د. محمد رشيد قباني وحشد من الشخصيات السياسية والدينية واعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى، وكان في استقبالهم رئيس مجلس أمناء الصندوق الحاج عدنان الدبس وأعضاء مجلس الأمناء والمدير العام الشيخ زهير كبي. وجال الرئيس السنيورة والمفتي قباني والحضور في أرجاء المبنى مطلعين على المراحل التي رافقت تطوير الصندوق لتلبية حاجات الناس وعلى المشاريع التي تم تحقيقها والرؤية المستقبلية للصندوق للنهوض بالمجتمع نحو الأفضل.
بعد كلمة ترحيبية للمدير العام كبي، ألقى الدبس كلمة دعا فيها «الرئيس السنيورة واصحاب الفضل إلى المساهمة مع الصندوق في توسيع قاعدة المزكين صغيرهم وكبيرهم بالجهد والبذل والأفكار والدعوات وأي طريقة ترونها نافعة للفريضة وأهلها، وخصوصاً انها تودع في وعائها الشرعي الصحيح صندوق الزكاة في دار الفتوى وتصرف منه».
بعدها كانت كلمة للرئيس السنيورة قال فيها: «ما أجمل هذه الدار التي وضع حجر أساسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2004 والآن نراها بحمد الله بناء شامخاً مشاداً في وسط مدينة بيروت معبّراً عن رغبة المسلمين في أن يكون لصندوق الزكاة مبنى يمثل طموحاتهم ورغباتهم في القيام بهذا العمل الخير لأجل مصلحة المسلمين. كلكم تعلمون مدى أهمية هذا الصندوق والعمل الذي يقوم به، والحقيقة أنه وحتى بضع سنوات فقط لم يكن في لبنان عملياً سوى صندوق الزكاة في بيروت وآخر في صيدا، وان سعينا وتعاوننا جميعاً من أجل تحويل عملنا الخيري والاجتماعي إلى عمل مؤسساتي يستطيع أن يستمر وينمو ويحقق الغاية التي نتوخاها جميعاً، تضافرت فيه جهود عديد من أبناء الخير من المسلمين لإنشاء عدد من الصناديق والتي تحققت في البقاع وعكار والمنية والضنية وطرابلس والقلمون وبعلبك والعرقوب وصور وحاصبيا وجبل لبنان. وأضاف عملنا أيضاً على ربط هذه الصناديق بعضها ببعض من خلال برنامج متكامل تستطيع من خلاله أن تتبادل المعلومات في ما بينها بما يحقق الغاية المنشودة. كا أخضعنا هذه الصناديق جميعاً، للحفاظ على شفافيتها وصدقيتها، إلى تدقيق واحد من مجموعة من مدققي الحسابات لكي تضمن الإفصاح الكامل عن عملها. ونعتبر أن هذا إنجاز مهم يجب أن يحتذى به في عمل جميع مؤسساتنا ويؤدي إلى نتائج طيبة إن شاء الله.
وأشار إلى أن هذا الصندوق يشكل المبادر الأول في هذا العمل الخير، وحافزاً لنا من أجل تعظيم مدى مشاركتنا وعملنا للتشجيع على القيام بهذه الفريضة التي عندما نعزز مشاركة المساهمين في عملها سيؤدي ذلك إن شاء الله إلى نتائج محمودة على صعيد إغاثة المهمشين في مجتمعنا والمحتاجين في هذه المنطقة وفي كل منطقة من مناطق لبنان. وصندوق الزكاة من المؤسسات التي نعتز بوجودها في بيروت وكل لبنان وكلما نجحنا في أن تكون هذه المؤسسات مدارة بشكل سليم وتؤدي الخدمة المرجوة منها للمحتاجين أو للغرض الذي أنشئت من أجله حققنا الهدف الأسمى من غاية وجودها.
وشكر الرئيس السنيورة مفتي الجمهورية والقيمين على هذا الصندوق، ومدى التفاني الذي بذلوه في تشييده، والنجاح الذي حققوه في عملهم طوال هذه الفترة الماضية.
وختم: أودُّ أن أشد على يد كل واحد ممن شارك في هذا العمل، وسنبقى وإياكم نعمل ونواجه كل المشكلات التي تعترضنا بقوة إيماننا وبصبرنا وتفانينا في خدمة الشأن العام وشأن المسلمين، وستكون هذه الدار والعاملين فيها وأعمالها قدوة لباقي الصناديق ولباقي المؤسسات الإسلامية، ويجب أن يكون هدفنا في المرحلة المقبلة تعزيز نظرتنا وتوجهاتنا في العمل المؤسساتي، وهو العمل الذي يبقى. وأعتقد أن ما قمتم به عمل جيد نقدره ونثمنه.
بعد ذلك ألقى سماحة المفتي قباني كلمة من القلب جاء فيها: «يقول الله تعالى في القرآن الكريم: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} معنى الطهارة في الزكاة، فالزكاة عطاء من المال، وفي الحقيقة ليس مالنا وإنما مال الله تعالى أو وديعة الله تعالى أودعها بين يديك. فالمال الذي جنيته هو بفضل الله وبالقوة التي أعطاك الله إياها، وليست من عند نفسك، وبالعقل والفكر الذي وهبك الله إياه فإذا أنتم تنفقون من مال الله الذي هو وديعة الله بين أيديكم ويمتحنكم ويختبركم في هذا المال لأنه كما قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع» وعدَّ منها صلى الله عليه وسلم «وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه» ويقول الله عز وجل في الدلالة على أن هذا المال الذي بين أيديكم هو وديعة من الله عندكم {وءاتوهم من مال الله الذي ءاتكم} وهذا المال عندما تنفقه النفس والنفس بطبيعتها أمارة بالسوء تشعر بالانقباض، ولكن عندما يحل الإنسان المسلم المؤمن هذه العقدة فلا تنقبض نفسه بعد ذلك وإنما يفرح ويسر بإنفاق هذا المال الذي هو معونة للفقير وثواب له عند الله سبحانه وتعالى. فهذا معنى أن عطاء المال هو الطهارة للنفوس لأنه ينزع من النفوس الانقباض عن إنفاق المال والشح فيه. أضاف: معنى الزكاة في معنى التنمية فيقول علماء اللغة زكى الزرع أي نما إذن إعطاء الزكاة فيه تنمية للمال. كيف يكون الإعطاء والإخراج وهو في ظاهره إنقاص للمال كيف يكون نماء؟ هو السبب للنماء لأن أحد المفكرين الأوروبيين ألَّف كتاباً اسمه «الوثنية الحديثة» وأوضح فيه، من دون أي اتصال بفكره بالزكاة وشؤون الزكاة، قال يجب على الدولة أن تفرض ضرائب على الأموال المكدسة في صناديق الاكتناز والتي لم تخرج إلى عملية التنمية حتى تكون هذه الضريبة بمثابة سوط يدفع صاحب المال ليستثمر هذا المال حتى لا ينقص هذا المال بهذه الضريبة. اسمعوا ماذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: «اتجروا في أموال اليتامى كي لا تأكلها الزكاة». لماذا قال في أموال اليتامى؟ لأن الإنسان الأصيل هو بنفسه يتجر بماله ولكن الخوف هو على مال اليتيم الذي هو غير مستطيع، فعلى وليه أن يتجر في هذا المال. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول للأولياء: اتجروا في أموال اليتامى لا تأكلها الزكاة. ولذلك أي مال بقي أربعين سنة وتنفقه في الزكاة ينتهي ويفنى لأنك تنفق اثنين ونصف في المائة في أربعين سنة تفنى الكتلة المالية حتى لو كانت مليارات، ولكن عندما أنت تخرج الزكاة تكون الزكاة بمثابة حافز لاستثمار المال وتشغيله.
ورحب المفتي قباني بالرئيس السنيورة وبسيدات مجلس أمناء صندوق الزكاة، منوهاً برئيس مجلس أمناء صندوق الزكاة واعضائه على ما بذلوه في العمل في هذا الصندوق منذ العام 1984 أيام سماحة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد رحمه الله تعالى الذي أنشأ وأسس وعمل في هذا الصندوق مباشرة حتى وصل إلى الحال الذي وصل إليه عند شهادته واستمر إخوانه في مجلس الأمناء من بعده إلى هذا اليوم، حتى جلستم في هذه الصبيحة المباركة في هذا المبنى الحضاري الذي هو فخر للزكاة وفخر للإسلام وفخر للمسلمين وفخر لنا جميعاً».
وختم: «أقدم التحية لدولة الرئيس سعد الحريري الذي قدم الكثير لهذا الصندوق، ولدولة الرئيس فؤاد السنيورة الذي سعى منذ سنوات أيضاً مع المملكة العربية السعودية ونشكرها في هذا الوقت على كل المساعدات التي قدمتها ليس لصندوق الزكاة الأساسي والمركزي في العاصمة ببيروت وإنما لجميع فروع صندوق الزكاة.