September 22, 2006 - بواسطة مشرف
الدرس الذي تعلمناه
لا ينكر أحد أن لغياب الشيخ د. مروان قباني حسرة في القلب... ودمعة في العين جعل ألسنتنا تلهج بالرحمة وأكفنا ترفع بالدعاء كلما ذكرناه أو تذكرنا أقواله ومواقفه، وكلما خطر على بال أحدنا، ولا ينكر أحد أن رحيله قد خلّف فراغاً كبيراً لا سيما في المناصب التي شغلها عامة وفي إدارة صندوق الزكاة خاصة.. إلا أن الراحل علمنا بأن الرجال تكبر بمؤسساتها وليست المؤسسات هي التي تكبر بالرجال.. وأن الرجال أشخاص زائلون ليس لهم أثر إلا ما يتركونه من عمل صالح ومعروف، وأن المؤسسات هي التي تبقى وتزدهر وتتألق على مر الأيام والسنين.
وعلمنا بأن الإداري الناجح هو الذي يرفع مداميك مؤسساته لتصبح قوية صلبة. حتى إذا ما غاب بقيت وارتفعت، وأن المتمرس في الإدارة هو من يجعل الذين حوله أعضاء فاعلين مؤثرين يمكنهم الاستمرار في مؤسستهم وتحقيق تقدمها بحضوره أو بغيابه.
كما علمنا أن البنيان المتين لا يمكن للريح أن تقهره.. ولا يمكن للظروف أن تضعف أسسه وأركانه... وبالتالي فإن زوال الأشخاص أمر محتوم أما بقاء المؤسسات واستمرارها أمر مفروغ منه.
وها هو صندوق الزكاة في لبنان الذي يحزن لغياب أحد مؤسسيه وأحد أركانه الذين كان لهم الفضل في ريادته وتألقه.. مستمر في مسيرته وعطاءاته وبرامجه كما لو كان الراحل الكبير حاضراً معه وراعياً له وساهراً على مصالحه.. فبنيانه متين وأرضيته صلبة، ولجنته وموظفوه جُنود خيرٍ جاهزون لمتابعة المسيرة.. مسيرة الخير والعطاء والبركة كما أن صندوق الزكاة أحد أهم المؤسسات العاملة في الحقل الإنساني والخيري والإغاثي والإنمائي والزكوي في لبنان وهو الوعاء الصالح والمرجعية الرسمية لاستقبال أموال الزكاة والتبرعات وهو يتبع «لولي أمر المسلمين» في لبنان سماحة المفتي الشيخ د. محمد رشيد راغب قباني ـ حفظه الله ـ. وهو الحائز على ثقة أهل الخير والمعروف في لبنان والخارج.. وعلى ثقة أهل الفقر والحاجة الذين يقصدونه دوماً لتلبية احتياجاتهم المرضية والاستشفائية والمالية والاجتماعية والإغاثية.
صندوق الزكاة يفتقد لرئيس لجنته ومديره العام الشيخ د. مروان قباني ولكن عزيمته قوية لمتابعة المسيرة بما يحقق الأمن والرخاء في المجتمع.. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً فيها.
موظفو صندوق الزكاة