November 30, 2008 - بواسطة مشرف
الخير المتأصل في النفوس
ليسْ من قبيل الصدفة أن يحتل صندوق الزكاة في لبنان موقعاً متقدماً في فكر وقلب أهل الخير واليسر، وليس غريباً على هؤلاء أن يكونوا في طليعة المبادرين إلى أداء ما فرض الله عليهم في أموالهم.. ورفد مؤسستهم «صندوق الزكاة» بكريم زكواتهم وصدقاتهم النقدية والعينية، مما يحدونا أن نجدد العهد والوعد.. العهد بأن يكون الصندوق الملاذ الآمن والحضن الدافئ للفقراء والمحتاجين واليتامى والأرامل والمعوقين والمرضى والعجزة وذوي الاحتياجات الخاصة والأسر المتعففة.. والوعد بأن نبقى في صدارة مؤسسات العمل الخيري الإنساني الإنمائي في لبنان وأن نطلق المشاريع والبرامج التي من شأنها تحقيق التكافل والتراحم والتوازن والإنماء..
وعاماً تلو عام يحقق صندوق الزكاة نقلات نوعية على صعيد المداخيل وعلى صعيد العطاءات، فرغم ما تعانيه البلاد وما يرزح تحته العباد من وضع إقتصادي واجتماعي لم تشهد له مثيلاً زادت الإيرادات بفضل الله تعالى في إشارة واضحة من قبل الذين ملأ الله قلوبهم إيماناً ورحمةً بأنهم إلى جانب مؤسساتهم في شتى الأوضاع والظروف، ليقينهم بأن زكواتهم وتبرعاتهم تقيل عثرات آلاف آلاف من أهل الفقر والحاجة.
أما عطاءات الصندوق فليس لها حدود إلا حدود شرع الله عزّ وجلّ، فالمساعدات الاجتماعية والمرضية والطارئة والمنح والقروض الإنتاجية وكفالة الأيتام والأسر ودعم الكتاب المدرسي والمساعدات المدرسية ومدرسة المحسنين الأولى والثانية ومزرعة الرياحين ومسجد الزبن.. وغيرها كثير لهي شاهد حي على تطور العطاءات وعلى فاعليتها على أرض الواقع.
ولم يكتف الصندوق بهذه النقلة النوعية بل زاده ذلك تصميماً على إنجاز المقر الجديد بالسرعة اللازمة لتكتمل الخطوات وتتضامن الجهود خدمة للمجتمع وأبنائه وتفعيلاً لدور «فريضة الزكاة» الإنساني الإنمائي الإغاثي التكافلي.
وهنا لا بد من تسجيل اعتزازنا وفخرنا بكم يا أهل الخير.. يا أهل البر والمعروف.. يا أهل الإيمان والإسلام الذين كنتم وما زلتم وستبقون الرافد الأساسي والداعم الأول لمؤسستكم «صندوق الزكاة في لبنان» والتي أضحت في طليعة المؤسسات الفاعلة والمتميزة في المجتمع اللبناني.. وفي هذا المقام يستحضرني قول الله عزّ وجلّ: {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير}، وقوله سبحانه: {وما تنفقوا من خير فلأنفسكم}، وقوله: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة * ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}.
لكم منا كل الشكر والامتنان.. ولكم من الناس كل المحبة والدعاء.. ولكم من الله كل الأجر والثواب..
فعلاً 2.5 % رقم صغير فيه خير كثير.
أمين الاغاثة في صندوق الزكاة
الحاج رياض عيتاني