info@zakat.org.lb 961-1-806300
May 06, 2007 - بواسطة مشرف

الأمانة الغالية

لقد قدّر الله سبحانه وتعالى أن يصطفي الشيخ د. مروان قباني- رحمه الله- وهو في أوج عطائه، ولا يسعنا إلاَّ أن نسلِّم بقضاء الله وقدره وأن نردد إنا لله وإنا إليه راجعون، فخسارتنا برحيله كبيرة جداً لا يعوَّضها إلاَّ السير على دربه والالتزام بنهجه، فقد كان القدوة الحسنة والمثال الأعلى لمسيرة الخير في صندوق الزكاة، عايشته لسنوات طوال، وأخذنا معاً القرارات المناسبة وأطلقنا المشاريع الرائدة، والبرامج الهادفة مع مجموعة من الأخوة أعضاء اللجنة الذين وضعوا نُصبَ أعينهم إحياء فريضة الزكاة وخدمة مجتمعهم وإخوانهم.
وبعد وفاته رحمه الله أولاني سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ د. محمد رشيد راغب قباني ثقته وأسند لي رئاسة لجنة جديدة للصندوق مؤلفة من نخبة من كرام أهل المجتمع الإسلامي في لبنان لإدارة مسيرة الخير والعطاء والتنمية ولتحقيق غايات الصندوق وأهدافه وبرامجه التي تستهدف شرائح المجتمع المحتاجة من أرامل وأيتام وفقراء ومساكين ومرضى وعجزة وذوي احتياجات خاصة وأُسر متعففة من خلال مشاريع وبرامج يباشرها الصندوق وينفذها في مختلف المناطق اللبنانية.
إنها مهمة جليلة ترافقها الإرادة والتصميم على التميز في الأداء والتقديمات، سيما وأننا في لجنة صندوق الزكاة نخدم فريضة هي من أهم أركان ديننا الحنيف، بكل ما يتطلبه ذلك من ممارسة ومتابعة وتضحية في سبيل جمع الزكاة والصدقات والتبرعات بأنواعها وتوزيعها في مصارفها الشرعية عن طريق دوائر متخصصة لكل المهمات المطلوبة في هيكلية الصندوق، وإدارة متخصصة أيضاً للسهر على التنفيذ.
تطوّر حققه الصندوق على جميع الصُعد، وخاصة في بثّ الوعي بفريضة الزكاة فهماً وممارسة، وترسيخ دورها في التكافل الاجتماعي والتراحم الإنساني وهو سيتواصل ويستمر بمباركة سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية، وبجهد طيب من الأخوة الأعضاء والجهاز الإداري، وأساس ذلك التزام أهل الخير- الذين ما زالوا وسيبقون بإذن الله، رمز الالتزام بشرع الله عز وجل ابتغاءً لمرضاته- بالوقوف إلى جانب مؤسساتهم ومجتمعاتهم.
وصندوق الزكاة الذي أثبت بجدارة أنه الوعاء الصالح لاستقبال زكاة أهل اليسر وتبرعاتهم وصدقاتهم النقدية والعينية يعاهد الله تعالى أنه سيبقى موئلاً للخير والبِر والمعروف وأنه سيواكب الاحتياجات على أنواعها، وهو ما فعّلناه مؤخراً على أرض الواقع من زيادة لمخصصات المستفيدين الشهرية ورفع سقف المساعدات الصحية والاستشفائية والاجتماعية، ومن إطلاق المزيد من المشاريع الإغاثية والإنمائية الجديدة في بيروت والمناطق.
وإنني أتطلع وأنا مقبل على هذه المهمة بشغف ومحبة إلى إخواني أهل الخير المقيمين في لبنان والمنتشرين في العالم وإلى كل مسلم ومسلمة غيورين، كي نكمل معاً هذه المسيرة بتعاونهم ومساهمتهم في دعم صندوق الزكاة في لبنان عسانا ننجح معاً في مواصلة التطور، وتوسيع قاعدة وشرائح المستحقين وإغنائهم، وتفعيل المشاريع الإنسانية، آخذين في الاعتبار أن الالتزام بأداء فريضة الزكاة ينبع من نعمة كبيرة ألا وهي القدرة على العطاء التي هي من أسمى مراتب الإيمان، وتحقيق مجتمع متآلف متراحم متكافل. فكلما زاد العطاء زاد البذل والجهد، وتحقق الهدف إن شاء الله.
أمانة غالية حملناها... نسأل الله سبحانه لنا التوفيق وللصندوق النجاح والريادة والتألق ليؤدي دوره المتميز في ساحة العمل الخيري.

رئيس لجنة صندوق الزكاة في لبنان
عدنان صبحي الدبس