August 29, 2008 - بواسطة مشرف
«الصيرفة الإسلامية ومحاسبة الزكاة ومعاملات النقدين»
برعاية بيت التمويل العربي وبلوم للتنمية صندوق الزكاة يقيم ورشتي عمل في طرابلس والبقاع حول: «الصيرفة الإسلامية ومحاسبة الزكاة ومعاملات النقدين» في طرابلس والبقاع
أقام صندوق الزكاة في لبنان وبالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ورشة عمل بعنوان «الصيرفة الإسلامية ومحاسبة الزكاة» في قاعة المؤتمرات في الغرفة برعاية بيت التمويل العربي، بحضور مفتي طرابلس والشمال الشيخ د. مالك الشعار ورئيس الغرفة الأستاذ عبد الله غندور وأعضاء مجلس الإدارة، ورئيس لجنة صندوق الزكاة الحاج عدنان الدبس والمدير العام الشيخ زهير كبي وعضو مجلس الإدارة مدير عام بيت التمويل العربي د. فؤاد مطرجي ورؤساء لجان الصندوق في المناطق وحشد من الشخصيات الاقتصادية والاجتماعية والفاعليات.
بداية النشيد الوطني ثم كلمة ترحيب لعريف الحفل الشيخ يحيى أبو شعر، بعدها ألقى الأستاذ غندور كلمة اعتبر فيها أن موضوع الصيرفة الإسلامية والفرص المتاحة لأنشطتها وكذلك التحديات التي تواجهها يثير اهتمام المراجع المالية والنقدية والمصرفية والاقتصادية سيما في زمن العولمة، مشدداً على ضرورة قيام مثل هذه الورش والندوات بغية تسليط الضوء على الصيرفة الإسلامية التي تثبت جدارتها يوماً بعد يوم، مؤكداً على التعاون الطيب مع الصندوق وعلى تقديره لدوره وخدماته.
الحاج الدبس عرض في كلمته حركة الصندوق الإنسانية ودوره على صعيد الخدمة العامة واهتمامه بالشرائح المحتاجة وأنه استطاع أن يرسخ مفهوم فريضة الزكاة وأن يساهم في إحياء الدعوة إليها، وأن يعطي لهذه الفريضة بعدها الحقيقي في إرساء الأمان النفسي والأمن الاجتماعي.
وأضاف: لقد أضحت مسيرة الصندوق ذات أصل ثابت في منظومة العمل الاجتماعي الإنساني الهادف، والمتابع للمسيرة يلمس التطور الكبير والمستمر في حسن الأداء والتنظيم، الأمر الذي أكسب الصندوق بُعداً اجتماعياً واقتصادياً متميزاً وصار داعماً رئيسياً للنسيج الاجتماعي في لبنان.
من جهته أثنى المفتي الشعار في كلمته على ورشة العمل آملاً تعميمها للإستفادة منها قدر المستطاع. مؤكداً على أهمية الصيرفة الإسلامية في لبنان والشفافية والمصداقية التي تعمل لها، منوهاً بدور د. فؤاد مطرجي الذي له الفضل والحرص والإتقان لإنجاح هذا القطاع، معتبراً أن قضية الزكاة وصندوقها هي من المشاريع الأساسية في كل مجتمع، وأن الرحمة لا تتحقق في أي مكان من دون هذا الجانب الذي يشكل ترجمة عملية لمعاني الإيمان.
وبعد الكلمات قدم رئيس لجنة صندوق الزكاة الحاج عدنان الدبس درعاً تكريمياً للسيد عبد الله غندور، ودرعاً مثيلاً للدكتور فؤاد مطرجي كلفتة شكر وإمتنان لدورهم الريادي في المجتمع.
ثم ألقى د. مطرجي محاضرة تناول فيها الفروقات الجوهرية بين المصارف الإسلامية والمصارف التقليدية، وأشار إلى أن المصرف الإسلامي مؤسسة مصرفية تبتغي الربح وهي قيمة على أموال المودعين فتقوم باستثمارها لتنميتها بالوجه الحلال. واعتبر أن الإقتصاد الإسلامي قائم على عوامل عدة أهمها أن المال مال الله والإنسان مستخلف فيه، كما أن ترشيد الإستهلاك هو فرض أيضاً على المسلم، وحماية الملكية الفردية والعامة هي أيضاً من الواجبات.
وتابع: في لبنان صدر القانون الخاص بهذه الصيرفة عام 2004 لكن بدأ العمل به عن طريق العقود الائتمانية منذ العام 1995 واليوم أخذ مكانته في الاقتصاد اللبناني بطريقة قوية وفاعلة، ولفت إلى إن المصرف الإسلامي ليس فقط للمسلمين إنما لكل من هو موجود على الأراضي اللبنانية، لكل الفئات من كل المذاهب والطوائف والأديان، ولديه ضوابط أكثر من المصرف التجاري العادي، فبالإضافة إلى جهاز الرقابة الداخلي والخارجي والجهات الرقابية من مصرف لبنان، هناك الرقابة الشرعية الداخلية والهيئة الشرعية التي تشرف على أعماله بصورة منتظمة وتقوم بالموافقة على إصدار كل ما يتعلق بالمنتجات الجديدة، مما يجعله كثير الشبه للـ Ethical Funds أو الصندوق الأخلاقي الذي يعمل في الولايات المتحدة الأميركية، وأن بيت التمويل العربي استطاع من خلال فريق العمل أن يحتل المرتبة الأولى لهذه الصيرفة في لبنان وأن ينال جائزة Global Funds Awards كأفضل مصرف إسلامي في لبنان وحصته في السوق المحلي تجاوزت الـ 50% مما يدل على تفهم الجمهور اللبناني لطبيعة عمل هذه الصيرفة وأهميتها.
وأشار الدكتور سمير الشاعر في محاضرته حول محاسبة الزكاة إلى أنه يقصد بمحاسبة الزكاة، الإطار الفكري والعلمي الذي يتضمن الأسس المحاسبية والإجراءات التنفيذية التي تتعلق بحصر وتقويم الأموال والإيرادات التي تجب فيها الزكاة، وتوزيع حصيلتها على مصارفها المختلفة في ضوء أحكام ومبادىء الشريعة الإسلامية.
كما أقام الصندوق بالتعاون مع مؤسسات دار الفتوى في البقاع برعاية بنك بلوم للتنمية ورشة عمل حول «الصيرفة الإسلامية ومعاملات النقدين ـ الذهب والفضة» في قاعة المحاضرات في أزهر البقاع بحضور سماحة مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس ومدير عام الصندوق الشيخ زهير كبي وحشد من العلماء والباحثين والمهتمين.
بعد تلاوة عطرة للقارىء الشيخ علي غزاوي ألقى الشيخ كبي كلمة جاء فيها.
... في العام 1984م صدر قرار عن سماحة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد رحمه الله، حمل في طياته الأمل والعزيمة وقوة الإرادة في أن يكون للمسلمين في لبنان مؤسسة تعنى ببلسمة جراحهم ومسح دمعاتهم وإقالة عثراتهم ومداواة أنّاتهم وآهاتهم.. وأرملتهم وفقيرهم وتشد عضدهم من خلال فريضة ربانية إنسانية اجتماعية إغاثية إنمائية من شأنها أن تعزز أواصر التكافل والتراحم والتآزر والتكامل.. أعني بها فريضة الزكاة.
في العام 1984م صدر القرار الحكيم بإنشاء صندوق الزكاة في لبنان.. بعد أن كان حلماً يراود الكثير.. فأصبح واقعاً حياً ملموساً ساهم مساهمة فاعلة.. وفاعلة جداً في ترسيخ الأمن الاجتماعي والأمان النفسي لشرائح المجتمع.. كما ساهم في المقابل في إحياء فريضة الزكاة وترسيخها فكراً وممارسة والتزاماً، وبث الوعي بها وبأهميتها.
وأضاف الشيخ كبي: ـ أيها الأخوة: عندما نتحدث عن نجاح مؤسسة الزكاة.. فإننا بالطبع نتكلم عن نجاح صندوق الزكاة في البقاع برئاسة صاحب السماحة المفتي الشيخ خليل الميس حفظه الله والذي أعطى للزكاة بُعداً آخر من التكافل والتناصر والتآزر والتواصل.. وها نحن اليوم في هذه الندوة الزكوية نعيش واقع النجاح الذي يحققه صندوق الزكاة في البقاع حيث يثبت هذا الصندوق يوماًبعد يوم جدارته وكفاءته في إحياء فريضة الزكاة... وفي الوقوف إلى جانب من يحتاج لهذه الزكاة.
ثم كانت كلمة للمفتي الميس تطرق فيها إلى الغاية من وراء إطلاق مثل هذه الورش التي تنمي الفكر وتنعش الذاكرة وتعمق الفهم بهذه الفريضة الربانية. شارحاً بإسهاب الفكر الاقتصادي الإسلامي وتسليط الضوء على ركائزه وأخلاقياته وتفاعله مع أبناء المجتمع وتأمين حاجياتهم وتغطية رغباتهم وفق تنمية المجتمع والإرتقاء به وبأبنائه..
وقال المفتي الميس: إن الدين الإسلامي راعى في أحكامه وتشريعاته ما يصلح أمر الفرد والمجتمع، ويقوّم السلوك ويحفظ الحقوق، معتبراً أن نظام الإسلام الاقتصادي يتلخص في قواعد من أهمها: اعتبار المال الصالح قوام الحياة، إيجاد العمل والكسب على كل قادر، تحريم موارد الكسب الخبيث، تقريب الهوه بين مختلف الطبقات، الحث على الإنفاق في وجوه الخير، تحقيق التكافل بين المواطنين، تقرير حرمة المال واحترام الملكية، تنظيم المعاملات المالية بتشريع عادل.
ثم كانت محاضرة للدكتور سمير الشاعر حول المصارف الإسلامية وتجارة الذهب متطرقاً إلى تعريف المصرف الإسلامي ونشأته وأهدافه وأهم الخصائص التي يتمتع بها وأركان العقود في الفقه الإسلامي وصيغ التمويل في المصارف الإسلامية، كالمرابحة والمشاركة والمضاربة والاستصناع والسلم والإجارة والتورق.
أما المحاضرة الثانية فكانت للأستاذ طارق الحسامي ـ مدير المركز الرئيسي ومسؤول عن مديرية التجزئة في بلوم بنك للتنمية، حول الفروقات بين المصارف الإسلامية والمصارف التجارية مؤكداً أن تجربة المصارف الإسلامية تمثل إحدى الخطوات العملية التي تسعى لترجمة مبادىء الشريعة إلى برامج استثمارية وإيجاد الأوعية الشرعية لنشاط المسلم الاقتصادي بعيداً عن الأنشطة الربوية التي تتحكم بتصرفاته. ثم استعرض لمبادئ وقيم المصارف الإسلامية المستمدة من الشريعة الإسلامية والتزامها بها وبأهداف النظام الاقتصادي الإسلامي، وأنواع الحسابات سيما حسابات الاستثمار.
وختم بالقول: نهدف لبلوغ ثقة الجميع من خلال خدمة عملائنا بما يتماشى مع التطورات المصرفية والتكنولوجية ضمن التزامنا بمنهجنا الإسلامي.